واحدة من أكثر الطاقات تدميرًا وثقلًا على نفسك وجسدك، هي “عدم التسامح”، لذلك إن قمت بتحرير نفسك بالتسامح، ستشعر مباشرة أنك تحررت من إثقال سنين كنت تحملها على كتفك. ففي لحظة التسامح، قد تتدفق إلهامات وأفكار جديدة لذهنك حول الحياة، أو حتى فرص عمل أمامك لم تراها من قبل. هذه الإلهامات موجودة في داخلك، ولكنها كانت عالقة طاقية بسبب انعدام التسامح.
التسامح هذا ليس مفهوم روحي أو طاقي فقط، بل هو علمي أيضًا، فقد تمت تجارب عديدة أثبتت لنا ذلك، والتي تتنوع من تغيّر الترددات الدماغية لحظة التسامح، إلى قدرة الشخص على القفز أعلى بعد التسامح (حرفيًا)!
ولكن على روعة التسامح والتطور الرهيب الذي يصحبه، يبقى في عملية التسامح تحدي كبير. فلن تستطيع أن تجبر نفسك على التسامح حتى إن أردت. هذا لأن التسامح يحتاج لتنقية مشاعرية كاملة، وتغيير كلي بالمنظور باتجاه الفهم الأعلى، لتصل الى حالة الحياد مع من تريد مسامحته.
طبعا التسامح لا يعني أبًدا أنك مُجبَر على مصداقة الشخص الذي سامحته (إلا إذا أردت ذلك)، كما لا يعني أنك لن تقاضي الشخص الذي سرق منك لأنك سامحته، بل هو يعني تطهير العوالق المحمولة في نفسك، لتقوم بالفعل الصائب بعدها من مكان سلام، وليس من مكان غضب وخوف. هذا ما سيساعدك فيه هذا التأمل الخيميائي، ليكون كالمُيّسر لك في عملية التسامح، بسرعة أكبر.
هنا تبدأ رحلة العودة إلى سلامك الداخلي. في هذه التأملات، تدخل إلى المساحات العميقة فيك حيث تسكن الندوب والمخاوف القديمة، لتمنحها ضوء الوعي والحب. هي لحظات تُذيب الألم العاطفي، وتحرّر الصدمات، وتفتح المجال لتدفق الوفرة والانسجام. فكل تشافٍ هو خطوة نحو ولادة جديدة، وكل تغيير هو عبور نحو نسخة أصدق منك، أكثر قوةً وحرية.
هي ومضات وعي مكثّفة، تمنحك لحظة تنفّس وتجديد في خضمّ يومك. بضع دقائق فقط تكفي لتعيدك إلى مركزك، ترفع طاقتك، وتفتح لك نافذة حضور عميق. تأملات قصيرة، لكنها تحمل أثر عميق يُرافقك طوال اليوم.
هي لقاءات حيّة تنبض في اللحظة، يفتح فيها د. إيهاب بوابة التأمل مباشرة معك، بلا تخطيط مسبق. تأملات تنبع من طاقة الآن، تستجيب لاحتياج اللحظة، وتسمح للوعي الجمعي أن يقود الرحلة. في هذه المساحات، يتجلّى الحضور النقيّ، فنذوب معًا في تجربة آنية تُعيدنا إلى الجوهر وتترك في الروح أثر لا يُنسى.